الأحد، 27 ديسمبر 2009

تخريج الأحاديث الواردة في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري من كتاب الهبة حتى نهاية كتاب الجهاد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد بن عبد الله ومن والاه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد......

لقد منّ الله علي إذ شرفني بحديث الرسول محمد e، وأن أكون ممن يبلغ عنه آية، ويدافع عنه برأيه، رأيه العلم المشرق، والسبيل المنير، لهذا الدين الحنيف. وخاصة أننا نمر في هذه الأيام بحملة على ديننا وقرآننا وسنة نبينا e، وعلى أمتنا الإسلامية جمعاء.

لهذا حمدت الله عز وجل مراراً وتكراراً ، بأن شرفني لأن أكون جنديا أقف على ثغور هذا الدين العظيم، مدافعاً عنه، بِيدَي ولساني وقلمي.

فنقل الأخبار عن النبي المختار، بحاجة إلى دقة حتى لا نقول ما ليس عنه e، فهو ميدان لا يخوض غماره إلا من أعانهم الله عليه، فالعلماء ورثة الأنبياء وهم من يحملون هذا الدين إلى الناس أجمعين من بعدهم.

وإني أقف حياءً من جهدي المتواضع حين أقارنه بأولئك العظام أصحاب الصروح العلمية والقلاع القوية، ولكن اقتداءً بهم وسيراً على دربهم وبحثاً هنا وهناك أضع نقطة في بحورهم لعلها تكون بداية لمن أراد المزيد، وينتفع بها كلُ طالب علمٍ جديد. وحجة لي يوم لقاء رب العالمين.

وفي بحثي هذا تناولت موضوعاً في سنة نبينا محمد e في تخريج أحاديثه من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري لأبن حجر العسقلاني، من كتاب (الهبة إلى نهاية الجهاد والسير) التي ذكرها ابن حجر في ثنايا شرحه، والتي تبلغ تعدادها (250) حديثاً وقمت بدراستها حسب القواعد التي وضعها العلماء لهذا العلم الجليل، فإن أصبت فمن الله وما توفيقي إلا بالله وأن أخطأت فمن نفسي وشيطاني ( إن النفس لأمارة بالسوء)، (وما إنسانية إلا الشيطان أن أذكره). وقد كان منهجي في البحث حسب طرق وقواعد قد بينتها في المقدمة، سيأتي ذكرها هناك. وتنبع أهمية هذا البحث لاهتمامه بالحديث الشريف فهو المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام، وعليه يعتمد في فهم وتفسير كثير من نصوص القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وترجع كذلك أهميته لأهمية كتاب الفتح الباري الذي حوى درراً وجواهر وكنوزاً يعز وجودهاً ويقل نظيرها مجتمعه في غيره من الكتب والمصنفاتـ فكان لا بدّ من السعي من أجل تسهيل مهمة الرجوع إليه والاستفادة منه، وذلك بفتح ما أحكم من إغلاقه وإقفاله وكشف ما استشكل من مضمونه ومحتوياته، وهنا لا يفوتني أن أتقدم بالشكر والعرفان للقائمين على كلية الشريعة في جامعة النجاح لتبنيهم هذا العمل النفيس. وللأهمية التي ذكرتها للحديث، آثرت أن يكون بحثي في هذا المجال، خدمة للحديث الشريف أولاً ولكتاب الفتح الباري ثانيا ويكون عوناً لطلبة العلم.

وقد واجهتني معوقات ومشاكل كثيرة إلا أن رحمة ربي أعظم وأكبر وشعرت بقربه مني في كثير من الأحيان حين تشتد علي الأمور فالمال وصعوبة التنقل والبحث والتنقيب في المكتبات بسبب الاحتلال وحواجزه الظالمة، وضيق الوقت، وذلك لأنني أزاول مهنة التدريس، فوجدت صعوبة في التوفيق بين مهنتي ودراستي، لكن الثقة بالله عز وجل والهمة العالية والإراده القوية تذلل كل الصعوبات وتكشف كل هم.

وقد توسعت في بيان ذلك في المقدمة ومنهجي في البحث والمعوقات التي واجهتني، لذا اختصرت على ما ذكرته والله ولي التوفيق.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق